أولى مركز تكوين العلماء أهمية بالغة للمكتبة العلمية بالمركز، وسعى منذ وضع اللبنات الأولى لمنشآت المركز إلى استحداث مكتبة تكون منهلا عذبا لطلاب المركز، وقبلة للباحثين والدارسين في العلوم الإسلامية والعربية.
تعريف بمكتبة المركز
تعد مكتبة مركز تكوين العلماء ينبوعا ثقافيا وعلميا جمع بين نتاج المشرق والمغرب من فرائد الكتب العلمية، وشذرات المحظرة الشنقيطية بمتونها المتنوعة وشروحها الزاخرة وما تيسر من مخطوطات بلاد شنقيط.
جعلت مكتبة المركز في أولوياتها جمع مصادر المعلومات وتنميتها بالطرق المختلفة (الشراء والإهداء والتبادل والإيداع) وسعت في سبيل ذلك إلى التنظيم والفهرسة والتصنيف والترتيب على الأرفف واسترجاع الكتب بأقصر وقت ممكن إلى أمكنتها المعهودة لها.
تُقدم المكتبة إلى مجتمع المستفيدين [ قراء وباحثين ] على اختلافهم مجموعة من الخدمات التقليدية، كخدمات الإعارة والمراجع والدوريات والتصوير والخدمات الحديثة كخدمات البحث في قاعدة البيانات، وانتقاء المعلومات المفيدة للطلاب، إلى غير ذلك.. عن طريق كفاءات القائمين عليها وخبرتهم في مجال علم المكتبات والأرشفة وجمع المعلومات.
مسؤول المكتبة والأرشفة الأستاذ إسماعيل ولد موسى ولد الشيخ سيديا في رده على سؤال حول الخدمات التي توفرها المكتبة للقراء والجهات الثقافية الأخرى، أجاب قائلا: "توفر المكتبة للقراء طائفة واسعة من الكتب والمراجع في شتى المجالات العلمية والشرعية واللغوية، وقد أعرب كثير من الباحثين الذين زاروا المكتبة عن رضاهم عن الخدمات التي تقدمها، وعن استفادتهم من محتوياتها.
أما عن الإمكانات المادية التي يرصدها المركز لعملية التزود والاقتناء من المكتبات العالمية فقد رد ولد الشيخ سيديا بأن "الإدارة غالبا ما تتجاوب مع طلبات تزويد المكتبة بالجديد، ومؤخرا انتهزنا فرصة المعرض الموريتاني للكتاب، واشترينا منه مجموعة من المؤلفات الموريتانية المهمة، وقبله كان هناك معرض للكتاب المصري اقتنت منه المكتبة مجموعة من كتب الفكر الإسلامي".
وقد مرت مكتبة المركز بمراحل تطور مشهودة من حيث الكم العددي للكتب والتنوع المعرفي والحيز الجغرافي..حتى توسعت وضاق بها المكان، فانتقلت من مقرها الأول بجنب المسجد الكبير بالمركز.. وصارت تحتل طابقا أرضيا كاملا من المبنى الدراسي الحالي.. وهي الآن بصدد الانتقال إلى مبنى خاص بها يتكون من عدة طوابق.
الطلبة الذين قابلناهم سألناهم عن النواقص التي يلحظونها في خدمات المكتبة، أجابوا بأن النواقص التي يلحظونها على مستوييْن:
أولا: النقص البيِّن في أمهات المذاهب والمراجع الكبرى في جميع المجالات، وخاصة الأصول والفقه والحديث وكتب النحو، والمجلات والجرائد الكبرى المحلية والدولية.
ثانيا: النقص على مستوى التنظيم، وضيق المكان، حيث لا تسع المكتبة إلا عددا قليلا من الطلاب."
رفوف الكتب وقاعات المطالعة:
تنتصب رفوف الكتب في جوانب المكتبة وتتخللها مشَكِّلةً بذلك قاعات صغيرة وكبيرة، يترامى الطلاب في حضنها ناهلين من كل العلوم والمعارف.. يستوقف المتجول فيها تنوع روادها وزوارها.. تقع عينك على طلاب من خارج المركز وباحثين وقضاة وأساتذة جامعيين.. جاء كل واحد منهم ينشد معلومة نادرة استعصت عليه، أو يذاكر في نكات علمية مرت به، أو يلبي لنفسه هواية مطالعة كادت تنمحي من غرائز البشر..
تبرز أهمية المكتبة لدى المركز – كما أكد لنا المسؤول عنها – من خلال "الاهتمام والرعاية التي يوفرها المركز للمكتبة، وذلك راجع لعدة أمور منها:
- أن أي صرح علمي محترم لا بد له من مكتبة غنية بالمراجع والكتب.
- حاجة طلاب وأساتذة المركز إلى مكتبة توفر لهم المعلومة الموثوقة وتثري معارفهم.
- ندرة المكتبات العلمية الرصينة في البلد".
تنتظم المكتبة في أوقات الدوام العادية طيلة أيام الدراسة في الصباح والمساء، وعلى مدار السنة الدراسية، كما تواصل العمل خلال العطلة الصيفية.
يُجمع أغلب الطلاب على أن الإقبال كبير على المكتبة، ويتفاوت حسب أيام الأسبوع، ومع ذلك فالمكتبة لا تخلو يوميا من عدد من الزوار (من 20 زائر إلى 40 زائر) يوميا.
عوامل تميز:
مما يميز مكتبة المركز عن غيرها من المكتبات الإسلامية في البلد توفرها على مكتبات وقفية لعلماء أفذاذ وباحثين أفنوا أعمارهم في جمع مهمات الكتب حتى صارت لهم مكتبات نادرة جعلوها وقفا للمركز، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر مكتبة الباحث والمفكر وسفير موريتانيا في المغرب لعقد من الزمن المرحوم بكار ولد التيس، ومكتبة الدكتور الباحث والأستاذ الجامعي خطري ولد حامد، ومكتبة الأستاذ ورجل الأعمال عبد الله ولد عبد الدايم..
ومن عوامل تميز مكتبة المركز تخصيص بند مالي في ميزانية المركز خاص باقتناء الكتب المقررة في جميع المراحل العلمية بالمركز وكل ما جدّ واستجد على الساحة الثقافية والفكرية من الكتب المطبوعة حديثا وذات قيمة علمية تخدم الباحثين والطلاب في العلوم الإسلامية..
ويعتمد المركز في إدارته للمكتبة على هيكلة فنية حديثة تعتمد برامج محددة، وترصد موارد مالية مهمة إلى جانب قدرات بشرية وتقنية متخصصة.
يسعى المركز من خلال تطوير المكتبة إلى مواكبة التطورات الحديثة في مجال التنظيم والإدارة والفهرست والتصنيف والخدمات التوثيقية والمرجعية والضبط البيبليوغرافي وخدمات القراء وتوفير الأنترنت.
وتحتل مكتبة المركز الرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الأقسام الدراسية، ولذلك فإنه يتوجب على طلاب المركز قضاء معظم وقتهم في المكتبة حيث يتابعون البحث والتعمق فيما تلقوه في الأقسام الدراسية من الكتب ذات العلاقة بالمقررات، إضافة إلى ضرورة المطالعة الحرة لمواضيع متنوعة بهدف التطوير الذاتي ثقافيا.
محتويات المكتبة:
تضم المكتبة الكثير من الكتب المتنوعة في شتى مجالات العلوم والمعرفة، ناهزت 4000 كتاب في مختلف العلوم نذكر أبرز مجالاتها:
- القرآن الكريم وعلومه
- الحديث الشريف وعلومه
- الفقه المقارن على المذاهب الأربعة حيث توجد رفوف خاصة بكل مذهب
- الفقه المقارن
- الأصول
- السيرة النبوية
- التاريخ
- الفكر الإسلامي والدعوة
- اللغة العربية وآدابها
- مكتبة دعوية باللغة الفرنسية
- مكتبات وقفية تضم كتبا متنوعة
- كتب الثقافة العامة
- المجلات والدوريات والجرائد
- كتب العقيدة
- كتب الرقائق والتربية والخطب المنبرية ..
|